الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية دوتشي فيله تكتب: هنيئا للشعب التونسي!

نشر في  10 أكتوبر 2015  (10:42)

جاء في موقع "دوتشي فيله عربية" المقال التالي حول تتويج الرباعي الراعي للحوار التونسي بجائزة نوبل للسلام:
"لو كانت جائزة نوبل للسلام من نصيب أنجيلا ميركل أو البابا أو الناشط السعودي المعتقل رائف بدوي لكان ذلك تتويجا مستحقا أيضا. ولكن لجنة نوبل فاجأتنا مرة أخرى بفائز لم يكن في حسبان أغلب المتتبعين: فجائزة نوبل للسلام لهذا العام من نصيب "رباعية الحوار الوطني" في تونس، نظراً "لإسهاماتها الحاسمة في بناء ديمقراطية تعددية" بعد ثورة الياسمين، وهي الثورة الأولى والوحيدة للربيع العربي، التي لم تفشل وتنزلق إلى الفوضى أو الحرب أو إلى نوع جديد من القمع.
وبالرغم من أن منح الجائزة لرباعية الحوار الوطني لم يكن متوقعا، إلا أنه ليس مجرد حل ارتجالي. فهذه الجائزة هي تتويج ليس فقط لنشطاء حقوق الإنسان والمحامين وأرباب العمل وممثلي النقابات العمالية، الذين توحدوا في اللجنة الرباعية وساهموا بشكل مثالي في أن تكون تجربة تونس - على عكس العديد من البلدان العربية الأخرى -حتى الآن، خالية من الحروب الأهلية والتوترات السياسية الكبيرة ومن رجوع الأنظمة الديكتاتورية إلى الواجهة. هذا التتويج هو أيضا تشجيع لجميع الذين عرّضوا حياتهم للمخاطر في كثير من الأحيان من أجل الديمقراطية والمجتمع المدني والحوار والتغيير السلمي في المنطقة.
وهذا يشمل الكثير من الناس في الدول العربية والإسلامية الأخرى وليس فقط المجتمع التونسي ككل. فالناس في هذا البلد المغاربي الصغير لم يمنحوا أي فرصة للقوى المتطرفة والشمولية بمختلف ألوانها،على الرغم من العمليات الإرهابية المتكررة والتهديدات الأمنية والوضع الاقتصادي المزري، بل أخذوا على عاتقهم الدخول في حوار صعب، يشمل الإسلاميين والقوى العلمانية، وبالتالي استطاعوا منع المزيد من التطورات المحزنة والمأساوية كالتي في سوريا أو ليبيا أو مصر. هذا هو الطريق الصحيح الوحيد. ولذلك: هنيئا لشعب تونس!
ورغم اختلاف ظروف البلدان في المنطقة، تبقى تونس نموذجا مثاليا. ولهذا السبب تونس معرضة للمخاطر أيضا، فليس للجهاديين المتعصبين ولا للدكتاتوريين العلمانيين مصلحة في نموذج ناجح يعمل على التوفيق الصعب بين الديمقراطية والإسلام والمجتمع المدني والاستقرار. فذلك يمكن أن يهدد مصالحهم.
تونس في حاجة للمزيد من الدعم
لكن تونس هي أيضا دولة هشة، تواجه العديد من المشاكل التي لم تحل بعد. فهي من أبرز الدول العربية، التي ينحدر منها المقاتلون في صفوف ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية". ولهذا فإن جائزة نوبل للسلام هي أيضا إشارة إلى أوروبا والعالم كله: نعم، من المهم أن ننظر إلى ما يجري في سوريا والعراق وغيرهما من بؤر التوتر في المنطقة! ونعم، من المهم أيضا أن نعمل بشكل أفضل وفعال في مواجهة الأزمات ومنح حق اللجوء للاجئين. وكذلك من الضروري عدم ترك الفرصة لنشوء بؤر توتر جديدة، ولا بد من دعم البرامج الواعدة من أجل السلام والديمقراطية في العالم العربي. تونس تستحق هذا الدعم. وعلينا أن نسهم بسخاء في دفع تكاليف هذا الدعم.